القائمة الرئيسية

الصفحات

الإقتداء: صلح الحديبية وفتح مكة دروس وعبر


 المحور الأول: صلح الحديبية سياقه ونتائجه

مفهوم صلح الحديبية:

هي معاهدة أبرمها الرسول صلى الله عليه وسلم مع قريش في شخص سهيل بن عمرو، بالحديبية ضواحي مكة، في السنة 6ه، بسبب منع قريش للمسلمين من أداء العمرة.

سبب صلح الحديبية:

منع قريش للمسلمين من أداء العمرة بعدما رأى الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام، وهو بالمدينة، أنه دخل هو وأصحابه المسجد الحرام، وطافوا واعتمروا.

السياق التاريخي:

• خرج النبي عليه الصلاة والسلام مع المهاجرين والأنصار وأخذ معه زوجته أم سلمة رضي الله عنها وقد بلغ عددهم 1400 مسلم، وأحرم بالعمرة، ليعلم الناس عامة وقريش خاصة أنه لا يريد القتال، ولم يخرجوا معهم السلاح إلا سلاح المسافر، فسمع المسلمون بخروج قريش ليمنعوهم من دخول مكة.
• أرسلت قريش عروة بن مسعود الثقفي للتفاوض، وبعد حديث طويل عاد إلى قريش وحدثهم عما رأى من حب الصحابة للرسول وأنهم يريدون الصلح فرفضوا ذلك، ثم أرسل النبي عليه السلام عثمان بن عفان إلى أهل مكة ليؤكد لهم الغرض من مجيئه مع الصحابة، فمنعوه من العودة فانتشرت إشاعة مقتله.
• دعا الرسول عليه الصلاة والسلام أصحابه لمبايعته على الموت والقتال، فبايعوه تحت الشجرة على عدم الفرار، وأنه إما الصلح أو القتال، ولما علمت قريش بأمر البيعة، خافوا ورأوا الصلح أولى من مواجهته.

مفهوم بيعة الرضوان:

مبايعة المسلمين للرسول صلى الله عليه وسلم بالحديبية تحت الشجرة في السنة 6ه على الثبات وعدم الفرار، وأنه إما الصلح أو القتال، وذلك بسبب حبس قريش لعثمان بن عفان رضي الله عنه وانتشار إشاعة مقتله.

إبرام الصلح وبنوده:

عرفت قريش ضيق الوقت، فأسرعت إلى بعث سهيل بن عمرو لعقد الصلح، وأكدت له على الشروط الآتية:
• توقف الحرب بين المسلمين والمشركين مدة 10 سنوات.
• من أتى محمدا من قريش بغير إذن وليه رده عليهم، ومن جاء قريشا ممن مع محمد لم يردوه إليه.
• من أراد من القبائل الدخول في عقد محمد وعهده دخل، ومن أراد الدخول في عقد قريش وعهدهم دخل. فدخلت خزاعة في عهد المسلمين، ودخلت بنو بكر في عهد قريش.
• أن يرجع المسلمون من مكة هذا العام، ويأتوا في العام القابل، ويمكثوا في مكة 3 أيام، وليس معهم إلا سلاح الراكب أي السيوف في أغمادها.

نتائج صلح الحديبية:

• اعتراف قريش بدولة المسلمين.
• اعتراف قريش بحق المسلمين في أداء العمرة وهو اعتراف ضمني بدين الإسلام
• التفرغ للدعوة إلى الإسلام ومراسلة ملوك العصر
• التفرغ لفتح خيبر.

المحور الثاني: فتح مكة دواعيه و نتائجه

مفهوم فتح مكة:

وتسمى أيضا بالفتح الأعظم، وهي غزوة قادها الرسول صلى الله عليه وسلم في 20 من رمضان 8ه، جاءت بسبب نقض قريش لصلح الحديبية.

سبب فتح مكة:

نقضت قريش لصلح الحديبية، حيث أعانت قريش سرا قبيلة بني بكر للهجوم على قبيلة خزاعة، وقتلوا منهم أكثر من 20 رجلا، فما كان من أمر قبيلة خزاعة إلا أن أرسلت وفدا إلى النبي عليه الصلاة والسلام وأخبروه بما حدث، فتوجه صلى الله عليه وسلم لفتح مكة.

السياق التاريخي:

• الاستعداد سرا: بدأ الرَّسول عليه الصلاة والسلام الاستعدادات للفتح وأمر الصَّحابة بالاستعداد، ولم يخبر أحدا من الناس كي لا يشيع الخبر فتعلم قريش فتستعد للحرب، والنبي لا يريد حربا ولا إراقة الدماء، وكان يقول في دعائه: "اللهم خُذ العيون والأخبار عن قريشٍ، حتى نبغتها في بلادها"
• حاطب بن أبي بلتعة يحاول إخبار قريش: كان لحاطب بن أبي بلتعة أقارب بمكة وأراد أن يتخذ عند قريش معروفا ليدفع عنهم أذاهم، فكتب رسالة إلى قريش وبعثها مع امرأة ليخبرهم بقدوم النبي  إلى مكة، فعلم النبي عليه الصلاة والسلام الخبر بواسطة الوحي، فبعث علي بن أبي طالب والزبير بن العوام رضي الله عنهما لإحضار تلك الرسالة، ففعلوا وجاؤوا بها إلى النبي عليه الصلاة والسلام، فيها (من حاطب بن أبي بلتعة إلى قريش...)، فقال له النبي عليه الصلاة والسلام: ما حملك على هذا يا حاطب؟ فأجاب أنه أراد أن يصنع لقريش معروفا لحماية أقاربه لا غير، فصدقه النبي عليه الصلاة والسلام فسامحه على ذلك.
• دخول النبي صلى الله عليه وسلم مكة المكرمة: دخل النبي عليه الصلاة والسلام مكة، متواضعا وخاشعا على ما أكرمه الله به من النصر، ثم دخل إلى الكعبة وحطم الأصنام التي بلغ عددها 360 صنم، ثم طاف بالبيت ووقف يخطب في الناس خطبة الفتح.
• العفو الكبير: وجه النبي صلى الله عليه وسلم خطابه لقريش قائلا: ما تظنون أني فاعل بكم؟»، فقالوا: «خيرًا، أخٌ كريمٌ وابن أخٍ كريمٍ»، فقال: أقول لكم كما قال يوسف لأخوته: «لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللهُ لَكُمْ» اذهبوا فأنتم الطلقاء.

نتائج فتح مكة:

• القضاء على الأصنام رموز الشرك، ورفع كلمة التوحيد.
• إسلام كبراء قريش مثل أبي سفيان، وهند بنت عتبة، وأبي قحافة والد أبي بكر الصديق...
• القضاء على هيمنة قريش على القبائل العربية.
• تثبيت عقيدة المسلمين بتحقق الوعد الإلاهي للرسول صلى الله عليه وسلم بالنصر والتأييد
• ازدياد عدد المسلمين بدخول الناس في دين الله أفواجا.

المحور الثالث: قيم الحرية والسلام والتسامح والوفاء بالعهود من أسس انتشار الإسلام و بقائه

قيمة الحرية: لم يجبر صلى الله عليه وسلم أحدا على الدخول في الإسلام، لقوله: "اذهبوا فأنتم الطلقاء" دلالة على مطلق الحرية في الاختيار دون إكراه.
قيمة السلام: اتجاه الرسول صلى الله عليه وسلم لأداء العمرة سلميا بدون حرب، وإصراره على على عقد صلح الحديبية الذي من بنوده توقف الحرب لمدة 10 سنوات. وفتح مكة سلميا.
قيمة العفو والتسامح: عفوه صلى الله عليه وسلم عن قريش في فتح مكة. وتسامحه مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي كان من أشد المعارضين لبنود صلح الحديبية.
قيمة الوفاء بالعهود: الالتزام بكل بنود صلح الحديبية عكس قريش التي نقضت العهد.

تعليقات