الحكمة: السبعة الذين يظلهم الله

المحور الأول: شرح الحديث وبيان أوصاف السبعة الذين يظلهم الله تعالى

1. الإِمَام الْعَادِل (صفة: العدل): كُلُّ مَنْ وَلِيَ شَيْئًا مِنْ أُمُور الْمُسْلِمِينَ فَعَدَلَ فِيه أي اتبع أَمْر اللَّه بِوَضْعِ كُلّ شَيْء فِي مَوْضِعه.

2. شاب نشأ في عبادة الله (صفة: عبادة الله تعالى): أَفْنَى شَبَابه وَنَشَاطه فِي عِبَادَة اللَّه.

3. رجل قلبه معلق بالمساجد (صفة: تعلق القلب بالمساجد): إِشَارَةً إِلَى طُول الْمُلازَمَة بِقَلْبِهِ وَإِنْ كَانَ جَسَده خَارِجًا عَنْهُ.

4. رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه و تفرقا عليه (صفة: الحب في الله): الْمُرَاد أَنَّهُمَا دَامَا عَلَى الْمَحَبَّة الدِّينِيَّة وَلَمْ يَقْطَعَاهَا بِعَارِضٍ دُنْيَوِيٍّ.

5. رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله (صفة: العفة): و لنا في يوسف عليه السلام إسوة حسنة.

6. رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه (صفة: التصدق بإخلاص): الْمَعْنَى الْمَقْصُود هُوَ إِخْفَاء الصَّدَقَة. ثم الْمُبَالَغَة فِي إِخْفَاء الصَّدَقَة، بِحَيْثُ إنَّ شِمَاله مَعَ قُرْبِهَا مِنْ يَمِينه وَتَلازُمِهِمَا لَوْ تَصَوَّرَ أَنَّهَا تَعْلَم لَمَا عَلِمَتْ مَا فَعَلَتْ الْيَمِين لِشِدَّةِ إِخْفَائِهَا

7. رجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه(صفة: البكاء من خشية الله): أي البكاء من خشية الله تعالى خوفا من عذابه وطمعا في ثوابه كما قال النبي ﷺ: "عينان لا تمسهما النار: عين بكت من خشية الله، وعين حرست في سبيل الله".

المحور الثاني: التحلي بالأوصاف السبعة أساس صلاح المجتمع واستقراره

إذا كان التحلي بالأوصاف السبعة التي أخبر بها الرسول مفتاحا للأمن من عذاب الله يوم الحساب، فإنها أيضا مفتاح لصلاح المجتمع واستقراره قبل يوم القيامة، إذ جمعت هذه الأوصاف حقوق الله والنفس والغير، وهي حقوق تسهم في إسعاد الفرد وإصلاحه، واستقرار المجتمع وازدهاره

1. بالقضاء بين الناس بالعدل ينعم الناس في أمن وطمأنينة وتتقدم الأمة وتزدهر في مختلف مجالات الحياة.

2. الشباب الناشئ على العبادة عماد المجتمع فبصلاحهم يصلح المجتمع وبوقوعهم في فخ شهواتهم يفسد المجتمع.

3. المساجد بيوت الله، ورمز وحدة المسلمين وتعاونهم وتراحمهم.

4. المحبة في الله تنعكس على مستوى العلاقات الاجتماعية فأخوة الدين تؤلف بين قلوب الأسرة وأفراد المجتمع.

5. قيمة العفة لها دور هام في صيانة المجتمع وتحصينه من مختلف المخاطر الصحية والاجتماعية والاقتصادية...

6. البذل والعطاء له دور بارز في تماسك المجتمع وتآلفه والقضاء على الحقد والحسد والجريمة...

7. قيمة الخشوع والإخلاص هما خير دافع للمسارعة إلى الخيرات وخدمة المجتمع.

المحور الثالث: التعريف بالأخلاق الحميدة والدعوة إلى التحلي بها من مقتضيات الإيمان (الأوصاف السبعة)

إن الهدف الأساس من حديث "السبعة الذين يظلهم الله" أن نتحلى بأعظم الأخلاق الحميدة والأوصاف الجليلة التي تسعد الإنسان في الدنيا والآخرة، فإن التعريف بهذه الأوصاف من صميم الإيمان المبني على الدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف.

وهذه المهمة من صميم مسؤوليات:

• الأسرة: التي تغرس هذه الصفات في نفوس الناشئة وتصاحبهم في تطبيقها.

• المدرسة: التي تدمج هذه القيم في المقررات الدراسية والأنشطة الموازية.

• الإعلام: التي تقوم بالتوعية، وتشجع الإنتاجات الفنية التي تغرس هذه القيم.

• المسجد: الذي يؤطر الصغار والكبار ويقدم خطبا منبرية ودروسا وعضيه في هذا ال الموضوع.