التعريف بسيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقصة إسلامه
التعريف به:
هو أمير المؤمنين سيدنا عمر بن الخطاب العَدَوي القُرشي، كنيته أبو حفص ولقبُه الفاروق، ثاني الخلفاء الراشدين، وأحد العشرة المبشرين بالجنة. ولد قبل البعثة بعشرين سنة، وأسلم في السنة السادسة من البعثة وهو ابن سبع وعشرين سنة، وهو تمام أربعين ممن سبقَ إسلامهم من أهل مكة. وكان إسلامه فتحا عظيما، أعز الله به الإسلام والمسلمين. تولى الخلافة بعد سيدنا أبي بكر سنة 13 ه، شهد الغزوات كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، لُقب بالفاروق لعدله بين الناس. توفي شهيدا وهو يصلي بالمؤمنين الصبح في المسجد النبوي في أواخر ذي الحجة سنة 32 ه، قتله عدو الله أبو لؤلؤة المجوسي، ودفن بجوار النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر رضي الله عنه في حُجرة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.
إسلامه:
روى الإمام ابن إسحاق في سيرته أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه خرج يوما حاملا سيفه يريد قتل النبي صلى الله عليه وسلم ، فلقيه رجل في الطريق فأخبره بأن أخته فاطمة بنت الخطاب وزوجها سعيد بن زيد قد أسلما، فأتاهما، فسمعهما يقرآن القرآن، فضرب عمر أخته وزوجها. ولما ذهب غضبُه أخذ الصحيفة التي كانا يقرآن فيها القرآن، فوجد فيها آيات من أول سورة طه، فقال: “ما أحسن هذا الكلام! دُلوني على محمد". وكان النبي صلى الله عليه وسلمحينها في دار الأرقم، فذهب عمر، وعندما دخل، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهُمّ َ أَعِزَّ الإِسْلامَ بِعُمَرَ" فقال عمر: أشهد أنَّ لا إله إلا الله، وأنك عبده ورسوله. وأسلم...
مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه (عزته وعدله)
من مناقبه رضي الله عنه:
عُرِفَ رضي الله عنه بقوته وشجاعته وقوله الحق. قال صلى الله عليه وسلم : "إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه"
وكان رضي الله عنه يحفظ العهد، ومن ذلك أنه قدم سواري كسرى لسراقة بن مالك رضي الله عنه تنفيذا لوصية الرسول صلى الله عليه وسلم.
عزته رضي الله عنه:
- قال رسول الله ﷺ : "اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب"
- قال عنه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (كَانَ إِسْلامُ عُمَرَ فَتْحًا، وَكَانَتْ هِجْرَتُهُ نَصْرًا، وَكَانَتْ إِمَارَتُهُ رَحْمَةً، وَلَقَدْ رَأَيْتُنَا وَمَا نَسْتَطِيعُ أَنْ نُصَلِّيَ فِي الْبَيْتِ حَتَّى أَسْلَمَ عمر، فلما أسلم عمر قَاتَلَهُمْ حَتَّى تَرَكُونَا فَصَلَّيْنَا)
- هاجر رضي الله عنه جهرا، بل متحديا وقائلا: (مَنْ أَرَادَ أَنْ تَثْكُلَهُ أُمُّهُ، وَيُوتِمَ وَلَدَهُ، وَيُرْمِلَ زَوْجَتَهُ، فَلْيَلْقَنِي وَرَاءَ هَذَا الْوَادِي)، فلم يجرؤ أحدٌ من المشركين على اللحاق به أو منعه رضي الله عنه.
من مواقفه في إِقامته للعدل، والقسط بين النَّاس:
- أعطى أهل الذمة حقوقهم: فقد حكم بالحقِّ لرجلٍ يهوديٍّ على مسلم، ولم يحمله كفر اليهوديِّ على ظلمه، والحيف عليه. أخرج الإِمام مالكٌ من طريق سعيد بن المسيِّب: أنَّ عمر بن الخطَّاب ـ رضي الله عنه ـ اختصم إِليه مسلمٌ، ويهوديٌّ، فرأى عمر: أنَّ الحقَّ لليهوديِّ، فقضى له، فقال له اليهوديُّ: والله لقد قضيت بالحقِّ!
- النَّاس جميعاً في نظره سواسيةٌ: عندما جاءه مالٌ، فجعل يقسمه بين النَّاس، فازدحموا عليه، فأقبل سعد بن أبي وقاص يزاحم النَّاس، حتَّى خلص إِليه، فعلاه بالدِّرَّة، وقال: إِنَّك أقبلت لا تهاب سلطان الله في الأرض، فأحببتُ أن أعلمك أنَّ سلطان الله لن يهابك.
- كان يحفظ الأمانة ويتحمل المسؤولية: ففي زمن الرَّمادة إِذا أمسى أتي بخبز قد ثرد بالزَّيت، إِلى أن نحروا يوماً من الأيام جزوراً، فأطعمها الناس، وغرفوا له طيِّبها، فأتي به فإِذا قديدٌ من سنامٍ، ومن كبدٍ، فقال: أنَّى هذا؟ فقالوا: يا أمير المؤمنين! من الجزور التي نحرناها اليوم. فقال: بخٍ بخٍ، بئس الوالي أنا إِنْ أكلت طيِّبها، وأطعمت الناس كرادسها، ارفع هذه الجفنة، هات غير هذا الطَّعام، فأتي بخبزٍ وزيتٍ، فجعل يكسر بيده، ويثرد ذلك الخبز.
تعليقات
إرسال تعليق