الإيمان وعمارة الأرض

 

المحور الأول: مبدأ الاستخلاف أساس عمارة الأرض

مفهوم عمارة الأرض: ملأ الأرض بالعمل الصالح بما ييسر للإنسان الحياة الطيبة ويحقق مرضاة الله تعالى.

مفهوم الاستخلاف: هو نيابة الإنسان عن الله عز وجل في الأرض وعمارتها للتمكين فيها والقيادة والسيادة لمن عليها، وهو المقصد الذي من أجله أوجد الله الإنسان.

الاستخلاف أمانة ومسؤولية حملها الله عز وجل للإنسان يوم قال سبحانه: ﴿إني جاعل في الأرض خليفة﴾. فكانت مهمته الأساسية هي عمارة الأرض بالعمل الصالح المادي والمعنوي واستثمار خيراتها التي أودعها الله في هذا الكون، قال تعالى: ﴿هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها ...﴾، فيكون مبدأ الاستخلاف أساس عمارة الأرض. فالاستخلاف أمانة والإعمار مهمة.

المحور الثاني: النهي عن الإفساد في الأرض

 أدلة النهي عن الإفساد في الأرض:

• قال تعالى: ﴿وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين﴾(القصص:77)

• وقال تعالى: ﴿ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها﴾(الأعراف:56)

• وقد أوصى موسى عليه السلام أخاه هارون فقال: ﴿اخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين﴾(الأعراف:142)

من صور الإفساد في الأرض: 

• إفساد الدين بالشرك بالله تعالى. 
• إفساد النفس بالقتل.
• إفساد العقل بشرب المسكرات.
• إفساد المال بأكله بالباطل. 
• إفساد العرض بارتكاب الفواحش.

المحور الثالث: واجب المؤمن عمارة الأرض وإصلاحها

إن المسلم مطالب بإعمار الأرض بعلم نافع وعمل متقن وبأداء الأمانة وتحمل المسؤولية، لأن عمارة الأرض واجبة على كل مؤمن عرف بالكفاءة وامتلاك القدرة على القيادة والتخطيط وهذا هو الاستخلاف الحقيقي، قال تعالى: ﴿وكذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء نصيب برحمتنا من نشاء ولا نضيع أجر المحسنين﴾ ولا تكتمل عمارة الأرض على الوجه الحقيقي إلا إذا اقترن الإيمان بالعمل الصالح الذي يصلح الفرد والمجتمع.