المحور الأول: الصبر واليقين، المفهوم والتجليات
1. مفهوم الصبر:
لغة: الحبس والمنع التحمل. واصطلاحا: قدرة الإنسان على تحمل مشقة الطاعات والابتلاءات دون شكوى أو جزع. قال تعالى: (فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون)
2. تجليات الصبر (أنواعه):
• الصبر على طاعة الله تعالى: لأن الطاعات والعبادات تحتاج إلى صبر ومجاهدة عند فعلها، كما قال تعالى: ﴿وامر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى﴾ (طه:131)
• الصبر عن معصية الله: النفس تميل إلى فعل الشهوات من المعاصي، فيحتاج المسلم إلى الصبر وكبح النفس عن فعلها؛ كصبر يوسف عليه السلام عن إجابة امرأة العزيز. قال تعالى: ﴿قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون﴾
• الصبر على ابتلاء الله والشدائد: فالدنيا دار ابتلاء، لا يسلم الإنسان من بلاء فيما يحب من ماله وولده وأهله، فكان لزاما أن يتسلح بالصبر، قال تعالى: ﴿قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَٰذَا أَخِي ۖ قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا ۖ إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ﴾
3. مفهوم اليقين:
لغة: الثبات والوضوح والتحقق. واصطلاحا: علم جازم لا يقبل الشك ولا يلحقه التقلب، يستقر في القلب ويطمئن به
4. تجليات اليقين (علاماته):
هي العلامات الدالة على يقين المؤمن في وعد الله بالنصر والتمكين والأجر الحسن، والتي تتجلى في أقوال وأفعال المؤمن مثل: التوكل على الله تعالى، غض البصر، إماطة الأذى، تعلق القلب بالله تعالى، الرضى بحكم الله تعالى، الخشية، الثبات على الحق والطاعات (وهي نفسها آثار الإيمان بالغيب)
المحور الثاني: علاقة الصبر واليقين بالإيمان والعمل
الصبر نصف الإيمان، واليقين الإيمان كله، فالإيمان ينبني على ركنين أساسيين هما الصبر واليقين. وإذا تمكن اليقين من قلب المرء؛ انعكس ذلك على عمله، فتجده ينضبط ويستقيم في أقواله وأفعاله وأحواله. لذلك قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "الصبر نصف الإيمان، واليقين الإيمان كله"
المحور الثالث: الصبر واليقين أساس ثبات الإيمان
للصبر واليقين تأثير بالغ على إيمان العبد وثباته، فلولا اليقين في وعد الله للمؤمنين الصالحين لما استطاع العبد الصبر والتحمل والثبات في سبيل تحقيق وعد الله عز وجل ومن أمثلة ذلك:
• صبر يعقوب عليه السلام ويقينه بالله زاد من ثبات إيمانه بالله وعودة ابنه يوسف عليه السلام سالما، رغم مرور السنوات، وتشكيك الأهل فكان ثابتا، قال تعالى: ﴿فصبر جميل عسى الله أن ياتيني بهم جميعا﴾، وقال أيضا: ﴿قال إني أعلم ما لا تعلمون﴾.
• ورغم صعوبة الموقف و تشكيك المنافقين، ظل الرسول صلى الله عليه السلام و من معه من الصحابة ثابتي الإيمان بنصر الله تعالى لهم، ليقينهم في الله وصبرهم على المحن. قال تعالى: ﴿لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام...﴾(الفتح:27)
تعليقات
إرسال تعليق