المحور الأول: مفهوم النصيحة ومكانتها في الدين الاسلامي
1. مفهوم النصيحة:
لغة : الخلوص من الشوائب.
اصطلاحا: إرشاد المسلم أخاه وترغيبه في الخير والصلاح والمعروف والحسنات، أو ترهيبه من الشر والفساد والمنكر والسيئات.
2. أهمية النصيحة في الإسلام:
للنصيحة مكانة عظيمة في الإسلام، يدل على ذلك أمور كثيرة، منها:
• النصيحة واجبة على كل مسلم لذاته، ولإخوانه المسلمين، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "حق المسلم على المسلم ست" وذكر: "وإذا استنصحك فانصح له" رواه مسلم
• النصيحة وظيفة الأنبياء عليهم السلام، قال تعالى إخبارا عن هود عليه السلام مخاطبا قومه:(وأنا لكم ناصح أمين)الأعراف:61
• النصيحة إذا أُدِّيَتْ بشروطها وآدابها ترتقي بالمجتمع المسلم نحو الوحدة والقوة، والتماسك والتضامن والتوازن، وتحصنه من الآفات المدمرة، قال عليه الصلاة والسلام: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" رواه مسلم
المحور الثاني: مواصفات الناصح الحكيم
1. إخلاص النية لله تعالى: لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إنما الأعمال بالنيات..." رواه البخاري
2. إعطاء الناصح القدوة من نفسه لمن ينصحه: حتى لا يقع في المحظور الذي بينه الله سبحانه في قوله: (أتامرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون) سورة البقرة: 43
3. النصح عن علم لا عن جهل: حتى ينطبق عليه قول الله تعالى محذرا: (أتقولون على الله ما لا تعلمون) سورة
4. إظهار الود للمنصوح: وتجنب كل ما يشعره بالاستعلاء أو اللوم والاتهام والسخرية، قال الفضيل بن عياض رحمه الله: (المؤمن يستر وينصح، والفاجر يهتك ويعير)
5. تقديم النصيحة سرا لا علنا: لأن الهدف هو تصحيح الخطأ لا فضح المنصوح، كما قال صلى الله عليه وسلم: "المؤمن مرآة أخيه"، والمرآة تبين العيب لكنها لا تفشيه.
وفي المقابل يجب المنصوح قبول النصيحة وعدم التأفف أو الضجر منها، لأن النصيحة لا تأتي إلا بخير، فلا خير في قوم لا يتناصحون، ولا خير في قوم لا يقبلون النصيحة.
تعليقات
إرسال تعليق