مفهوم التوحيد وأنواعه ومكانته في الإسلام:
مفهوم التوحيد:
لغة:من فعل وحَّد يوحد توحيدا، بمعنى جعل الشيء واحدا.
اصطلاحا: هو إفراد الله تعالى بالوحدانية في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته.
أقسام التوحيد:
- توحيد الربوبية: الاعتقاد بأن خالق الكون إله واحد هو الله سبحانه.
- توحيد الألوهية: الاعتقاد بأن لا معبود بحق إلا الله تعالى.
- توحيد الأسماء والصفات: الاعتقاد بأن الله تعالى متصف بصفات الكمال والجمال والجلال، وأنه سبحانه متفرد بها دون خلقه.
مكانة التوحيد في الإسلام:
• التوحيد هو محور الدين كله، والأساس الذي تبنى عليه باقي أحكامه، وهو المحور الذي بعث به جميع أنبياء الله ورسله، قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء: 25].
• ينير التوحيد قلب المؤمن بنور الإيمان، ويجمل سلوكه بقيم الإسلام، مثل الإحسان والأمانة والوفاء.
• يقتضي التوحيد نفي الشريك والشبيه عن الله عز وجل، والإقبال عليه وحده في العبادة دون سواه، وإخلاص العمل له جل جلالـه في كل شؤون المؤمن وأحواله.
بعض أدلة التوحيد وبعض ثمراته:
يراد بأدلة التوحيد كل ما يدل على أن توحيد الله تعالى عقيدة كونية صحيحة، ومن ذلك:
من الأدلة النقلية: إخبار الله تعالى في القرآن الكريم، ونبيه في السنة الصحيحة، أنه عز وجل إله واحد لا شريك له، قال تعالى: {قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ} [الأنعام: 19]، وقال : (أَلَا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ) [حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (3/ 100)]، وبما أن العلم قد دل على صحة القرآن والسنة، فإن أخبارهما مما قامت به الحجة والبرهان.
من الأدلة العقلية: تضافرت الأدلة العقلية على صحة توحيد الله عز وجل، ومنها شهادة الكون التي تنص على أن الكون صادر بالضرورة من خالق واحد، يتصف بصفات الكمال في العلم والحكمة والقدرة والتدبير وغيرها، مصداقا لقوله تعالى: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} [فصلت: 53].
ثمرات توحيد الله تعالى:
• تحقيق الهداية للمؤمن، وتوافقه مع فطرته الإنسانية النقية.
• تحقيق العبودية الحقة لله تعالى، والتناغم الكامل مع الكون الذي يشهد على وحدانية الله.
• تحصيل الراحة والطمأنينة للنفس بتعرف خالقها، ومشاهدة آثار صفاته في الكون والحياة.
• صلاح الدنيا بالعمل الصالح، وصلاح الآخرة بالمغفرة والرضوان.
تعليقات
إرسال تعليق